zaky_xhunter Admin
عدد المساهمات : 405 نقاط : 1218 تاريخ التسجيل : 20/05/2012
| موضوع: نحن نضيق ما وسعه الله علينا ! : الأحد يونيو 17, 2012 11:46 am | |
|
بسم الله عبد الحميد رميته , الجزائر نحن نضيق ما وسعه الله علينا إننا حين نعتبر الإسلام قائمتين : الأولى للمحرمات والممنوعات , والثانية للعقوبات والزواجر , إننا حين نفعل ذلك نسيئ إلى الإسلام من حيث نظن أننا نحسن إليه . إننا نصغر من شأن الإسلام من حيث لا نشعر , ونحوله من رسالة هداية للبشر ورحمة للعاملين إلى تعليمات إلهية تأمر وتنهي وتوزع طوابير الناس على درجات جهنم . إنه لا يعقل بأي حال من الأحوال من دعاة أمرهم ربهم أن يخاطبوا الناس بالحكمة والموعظة الحسنة فيلجأون إلى اعتماد التأثيم والتخويف سبيلا إلى الهداية والإقناع . إن الذي استقر عليه رأي الفقهاء هو " أن الأصل في الأشياء الإباحة " , على اعتبار أنه ليس معقولا أن يسخر الله سبحانه هذا الكون للإنسان ويعتبره من نعم الله عليه ثم يحرمه عليه . ومن هنا ضاقت دائرة المحرمات في شريعة الإسلام ضيقا شديدا واتسعت دائرة الحلال اتساعا بالغا وبقيت النصوص الصحيحة الصريحة التي جاءت بالتحريم قليلة جدا . وما لم يرد نص بحله أو بحرمته , فهو باق على أصل الإباحة وفي دائرة العفو الإلهي . والإباحة المقصودة هنا لا تقف عند حدود دائرة الأشياء والأعيان , بل تمتد لتشمل الأفعال والتصرفات التي هي من " المعاملات " , إذ الأصل فيها عدم التحريم وعدم التقيد إلا بما حرمه الله . هذا الذي نعلمه من ديننا وهذا الذي علمه الفقهاء المسلمون من الإسلام , مما جعلهم يدققون ويحترزون ويزنون الأمور بميزان الذهب , قبل أن يتفوه الواحد منهم بكلمة في أمور الحلال والحرام والمكروه والمستحب . وهذا هو الذي علمه المسلمون أيام كانوا مسلمين حقا , مما جعلهم يطلبون الدنيا بالدين ويطلبون الآخرة بالدنيا بدون أدنى تناقض بينهما . لكن هذا المعلوم من ديننا شيء وواقع المسلمين - اليوم – شيء آخر . إن كثيرا من المسلمين اليوم " ومنهم دعاة " يفتـون في دين الله كما يأكلون ويشربون , ( وهذا حرام عليهم ) , ولا يفرقون بين ما حرمه الله ورسوله بنص قطعي وما قال بمنعه أو تحريمه أحد الفقهاء بناء على اجتهاد قد يصيب وقد يخطئ ( وهذا خلط غير مقبول ) , ويميلون في دعوتهم لغيرهم إلى الشديد من الأقوال في كل مسألة خلافية عوض الميل إلى السهل منها , وفي هذا ما فيه من تضييق على العباد من حيث وسع الله عليهم , ويتعصبون في كل مسألة اجتهادية لقول يختارونه ويردون باقي الأقوال على أساس أنها مسائل لا دليل عليها , وهذه جريمة من الجرائم للأسف الشديد . إن هؤلاء الدعاة لو فكروا قليلا لعلموا أن الأولى لهم شرعا وعقلا ومنطقا وعرفا أن يحرموا على أنفسهم – هم لا غيرهم – هذا السلوك في دعوتهم والذي لا يحبه الله لهم ولا رسوله ولا المؤمنون . إن هذا هو الأولى لهم عوض أن يلجأوا – في كل وقت – إلى أن يحرموا على المسلمين ما لم يحرمه الله ورسوله عليهم , وإلى أن يضيقوا على المسلمين ما وسعه الله عليهم . وأيا كانت أسباب هذه الظاهرة , فإن المجني عليه في هذا كله يظل – بالدرجة الأولى – هو العقيدة ومعتنقوها الذين تؤثر عليهم هذه الظاهرة وتوقعهم في حيرة شديدة : إما أن يعيشوا على هامش الحياة الدنيا , وإما أن يأخذوا نصيبهم من الدنيا الحلال مع شعور دائم بالإثم , وإما أن يتكالبوا على الدنيا ويضربوا بالدين عرض الحائط , وفي كل هذه الاختيارات شر . نسأل الله لنا ولجميع المسلمين والمسلمات الهداية والتوفيق لكل خير. آمين .
| |
|