[center]رساله من فتاة تشتكي امها "قصة واقعيه"
تقول الفتاة:
جعلتنا نبحث عن حُب وعطف خارج المنزل ..!!
نعم أكرهها ..
وأتمنى زوالها من الحياة ..
ظالمة , قاسية بشكل لا تتصوّرونه ..
غير إهمالها بنا .. وعدم اهتمامها بالمنزل وأبنائها وبناتها ..
حرمتنا عطفها وحنانها .. !!
أسعدت الجميع إلا نحن .. تُعاملنا بقسوة .. وتهتمّ بالآخرين على حسابنا ..
وعندما ترى منّا أنا وأخواتي ميل وانحناء لأحدٍ من الشباب .. وذئابٍ مُفترسة ..
تغضب وهي السبب ..
جعلتنا نبحث عن حُب وعطف خارج المنزل ..!!
وإذا أقبلت لديها شاكيةً حالي .. كوني أنثى أُريد كميّاتٍ من احتواء روحي ومعنوي ..
تنهرني .. وتوبّخني قائلةً .. { حنّا ما تربّينا على الدلع , وشوله تبين حب .. حبّي ربك أزين لك } !!
عائلتنا بشكلٍ عام تتصف بالجفاء العاطفي .. والخواء الروحي , والمُعاملة القاسية ..
وتسلّط وتجبّر الرجل على الأنثى !
فيعتبرونهُ قوّة ورجولة ..
لا أذكر في يوم ضمّتني والدتي لصدرها .. وقبّلتني .. وأروتني من عبارتٍ معسولة ..
يتقاطرُ منها الحنيّة والعطف ..
وحتى في المناسبات .. كـ حفلة تخرّجي .. لم تحضر .. وعلّلت موقفها بأنها ليستْ مُهتمّه بهكذا سخافات ..
تُمارس الرقابة .. والتهديد والمنع من كلّ ما هو مُحبّب لدي ..
وتجبرنا على محبّتها !!!
أنا { أنثى } حسّاسة .. عاطفيّة ..
إذا حرمتني والدتي من حبّها وعطفها .. فمن لي غيرها ؟؟
أأذهبُ إلى طريق الحرام ؟؟
أحتاجُها الآن .. وفي كل وقت .. ولكن يمنعني الحياء .. لأني لستُ متعوّده على الإرتماء في حضنها وتقبيلها ..
أريد أن أصارحها .. وكل ما أتيتُ لها بحثت عن عيبٍ فيّ .. وتجعل من { الحبّة قبّة } !!
أنتظركم .. فـكلّي أملٌ بكم بعد الله
جواب الاستشارة:
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ..
رفقا على نفسكِ يا أختي ..
أسأل الله أن يشرح صدرك ، وأن ييسر أمرك ، وأن يفتح على قلبك بكل خير ..
قولي دائما ( اللهم ألف بين وبين أمي ) .. قولي ( اللهم سخر لي أمي )..
أحد زملاء والدي كان يطيل شعره ، وكان شكل شعره سيئا ، فقال له والدي : يا أبا عبد الرحمن لم لا تحلق شعرك ؟
فحاول أبا عبد الرحمن أن يغير هذا الموضوع ..
فكرر عليه مرارا ؟
فقال أبا عبد الرحمن : أمي لديها حالة نفسية ، ولا يهنأ لها بال حتى تسحب وتشد شعري ، فأريد أن يكون شعري متنفسا لها..
فتأملي حال أبا عبد الرحمن ..
أختي المباركة ..
إن تمنيتي زوال أمك ، فهي تتمنى بقاءك ، وهي تكن في صدرها حبك ومودتك ،
وينبغي وأنتِ في هذا العمر أن تتجاوزي أخطاءها ، وتلتمسي لها الأعذار ..
استشعري دائما بأنها مصدر الحنان وإن لم يحصل ذلك ..
تذكري أنها قد سهرت الليالي من أجلك ، وأنها قدمت لك في طفولتك وصغرك عطاء بلا حدود ..
هدئي نفسك ، واستجمعي جميع ما قدمت لك أمك ، حتى يزول الكره الذي حل في صدرك عليها ..
هوَّلي إيجابياتها ..
هوني قسوتها وأسلوبها ..
خففي آلامك بالإقبال على الله ، وتحسين العلاقة بينك وبينه ..
وليكن الإحسان والبر لوالدتك هو ديدنُكِ ..
تذكري ذلك الرجل الذي سأل الرسول صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم
عندما قال له : من أحق الناس بحسن صحابتي .. فقال له الرسول : أمك .. قال
ثم من قال أمك .. قال ثم من .. قال أبوك ..
أوجب الواجبات أكرم أمي *** إن أمي أحق بالإكرام
حملتني ثقلا ومن بعد حملي *** أرضعتني إلى أوان فطامي
ورعتني في ظلمه الليل حتى*** تركت نومها لأجل منامي
وهنا سأخبرك بخطوات تستطيعين بها كسب والدتك ..
* ادعيها بأحسن الأسماء ..
* كوني دائما طليقة الوجه معها ولا تدعي البشاشة تفارق محياك ..
* دائما .. كرري رغبتك في خدمتها بأسلوب لطيف ..
* إذا عاملتك بالعنف والكلام القاسي ، ردي لها بالكلام اللين ..
* أشعريها بحبك ..
* ذكريها بمواقف ...
بحبك ..
* ذكريها بمواقف حسنة عملتها معك ..
* استعيني بإحدى خالاتك أو قريباتك في إشعار والدتك بحاجتك العاطفية بطريقة غير مباشرة .
وأما قولكِ بارك الله فيك ..
( وعندما ترى منّا أنا وأخواتي ميل وانحناء لأحدٍ من الشباب .. وذئابٍ مُفترسة .. تغضب وهي السبب )..
لا شك بأن ذلك يغضب والدتك ويغضب كل غيور في البداية ، ويلقي الحسرات
والآهات للفتيات عند الوقوع في شراك العلاقات مع الشباب في النهاية ..
فالحذر الحذر ..
واعتقد بأنك وأخواتك فتيات عاقلات ، ولا يمكن بحال من الأحوال أن تكونوا فرائس للذئاب مهما كان العنف الأسري والجفاف العاطفي ..
واعترافكِ بخطورة ذلك دليل على ما قلت آنفا ..
الحـبُّ أولُ ما يكـون لجاجـة ً ***** تأتي بـه وتسوقــه الأقدار
حتى إذا خاض الفتى لُججَ الهوى ***** جـاءت أمـور لا تُطاق كبار
فا حذري من العشق فالعشق مبادئه سهلةٌ حلوةٌ ، وأوسطه همٌّ وشغلُ قلب وسقم ، وآخره عَطَبٌ وقتلٌ ..